كأس الأمم الأفريقية 2023: بطولة مثيرة من الألف إلى الياء
الكثير من الأهداف وصدمات كبيرة وطرد مغربي وعودة مذهلة لكوت ديفوار المضيفة لتفوز بالمباراة النهائية أمس الأحد بعد خسارتين في دور المجموعات، لقد كانت بطولة كأس الأمم الأفريقية 2023 تحتوي على كل شيء.
هنا تُذكرنا وكالة “فرانس برس” ببعض الأحداث الدرامية التي شهدتها البطولة التي ضمت 24 دولة، والتي اعتبرها العديد من المراقبين الأكثر إثارة منذ انطلاق البطولة لأول مرة في عام 1957 في السودان بمشاركة ثلاثة فرق فقط، وكانت أنجولا التي بلغت ربع النهائي بمثابة اكتشاف جديد تحت قيادة المدرب “بيدرو جونكالفيس”، حيث فازت بثلاث مباريات متتالية بعد أن فشلت في تحقيق أكثر من فوز واحد في ثماني مباريات سابقة.
كما شهدت البطولة إقالة المدرب الفائز بكأس الأمم الأفريقية 2019 “جمال بلماضي” بعد فشل الجزائر في التأهل لدور الـ16، حيث أدت الخسارة أمام موريتانيا الصغيرة إلى خروج الفريق بقيادة رياض محرز من الدور الأول، وبدأت ساحل العاج البطلة المباراة النهائية بثلاثة لاعبين محترفين في المملكة العربية السعودية ، واثنان في كل من إنجلترا وألمانيا وتركيا، وواحد في كل من فرنسا وإيطاليا.
وحدد مدرب جمهورية الكونغو الديمقراطية “سيباستيان ديسابر” الحد الأدنى من هدفه بالتأهل إلى ربع النهائي، وذهب إلى أبعد من ذلك بفريق مجتهد بقيادة قلب الدفاع تشانسيل مبيمبا، وأدت ظروف استنزاف الطاقة إلى انقطاع المياه في كل شوط من المباريات، حيث بدأت العديد من المباريات وسط حرارة بلغت 36 درجة مئوية ورطوبة عالية.
وحل اللاعب الدولي السابق “إيمرس فاي” محل مدرب كوت ديفوار المقال “جان لويس جاسيت” بعد دور المجموعات دون أن يكون مسؤولاً على الإطلاق عن فريق كبير وقاده إلى اللقب، كما تم تسجيل رقم قياسي بلغ (119 هدفًا) في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تضم 24 منتخب في ساحل العاج بأكثر من 17 هدفًا في مصر قبل خمس سنوات بمتوسط 2.28 هدفًا في المباراة الواحدة.
وأهدر نجم باريس سان جيرمان أشرف حكيمي ركلة جزاء ليقود المغرب المتأهل لنصف نهائي كأس العالم 2022 إلى الخروج من دور الـ16 بعد الهزيمة 2/0 أمام جنوب أفريقيا، وأجبرت إصابة في أوتار الركبة في منتصف مباراة الجولة الثانية أمام غانا على خروج نجم مصر “محمد صلاح” من البطولة، وبدونه خرج الفراعنة من دور الـ16.
وأقلت طائرة خاصة حارس مرمى مانشستر يونايتد “أندريه أونانا” إلى كأس الأمم الأفريقية، لكن مدرب الكاميرون “ريجوبيرت سونج” لم يعجب بوصوله المتأخر واستعان به مرة واحدة فقط في أربع مباريات، ولم يتمكن نجم وست هام “محمد قدوس” من منع الموسم الكارثي الثاني على التوالي أمام غانا، التي أدى خروجها من الدور الأول إلى إقالة المدرب الأيرلندي “كريس هيوتون”.
ولعب “أديمولا لوكمان” دورًا رئيسيًا في وصول نيجيريا وصيفة البطل إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية للمرة الثامنة، حيث سجل هدفين في مرمى الكاميرون وهدف في مرمى أنجولا في مباريات خروج المغلوب، وقدم “ساديو ماني” والسنغال دفاعًا مخيبًا للآمال في نهاية المطاف، وبعد تحقيق سجل مثالي من ثلاثة انتصارات في دور المجموعات، خسروا مباراتهم في دور الـ16 بركلات الترجيح أمام كوت ديفوار.
وسجل “إيميليو نسو”، البالغ من العمر 34 عامًا والذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الإسباني، ثلاثية في شباك غينيا بيساو، وهي الأولى في كأس الأمم الأفريقية منذ المغربي سفيان العلودي في عام 2008، وربما يكون “فيكتور أوسيمين” أفضل لاعب إفريقي، قد سجل ثلاثة أهداف فقط مع نيجيريا وصيفة البطل، لكن معدل عمله في درجات الحرارة المرتفعة والاندفاع المستمر للمدافعين نال استحسان النقاد.
ولم يكن لبعض لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، بما في ذلك “إيف بيسوما” من مالي و”دانجو واتارا” من بوركينا فاسو ، التأثير المتوقع بسبب المرض والإصابة، على الرغم من الهزيمة المذلة 4/0 أمام غينيا الاستوائية، اصطف أنصار ساحل العاج للحصول على التذاكر لمشاهدة مباراة دور الـ16 مع السنغال في مدينة ياموسوكرو.
كما شهدت البطولة حصول المغربي “سفيان أمرابط” على بطاقة حمراء أمام جنوب أفريقيا بعد بطاقتين صفراوين، وبعد مراجعة حكم الفيديو المساعد، حصل على بطاقة حمراء مباشرة بسبب خطأ على المدافع الأخير، وتجاوزت جنوب أفريقيا التي ضمت تشكيلتها الأساسية تسعة لاعبين محليين، التوقعات تحت قيادة المدرب البلجيكي “هوجو بروس” باحتلال المركز الثالث.
وكان منتخب تونس من بين أكبر خيبات الأمل حيث فشل في الفوز وسجل مرة واحدة فقط، مما أدى إلى استقالة المدرب “جلال قادري” بعد الخروج من الدور الأول، وكانت هناك العديد من المفاجآت مع فشل سبعة من أفضل 10 منتخبات إفريقية مصنفة حسب تصنيف الفيفا: (المغرب، السنغال، تونس، الجزائر، مصر، الكاميرون، بوركينا فاسو) في الوصول إلى الدور ربع النهائي.
كان البرتغالي “روي فيتوريا” من بين سبعة مدربين تم إقالتهم بسبب النتائج السيئة، فشل الفراعنة في الفوز بأي من مباريات المجموعة الأربع ومباراة خروج المغلوب، كما حطم حارس مرمى جنوب أفريقيا “رونوين ويليامز” قلوب الرأس الأخضر عندما تصدى لأربع من ركلات الترجيح الخمس في ركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في دور الثمانية.
شارك العديد من لاعبي كوت ديفوار بما في ذلك “سيكو فوفانا” و”فرانك كيسي” و”عمر دياكيتي” و”سيباستيان هالر” في التعافي المذهل للفوز بالبطولة، كما سجل “لامين كامارا” الحائز على جائزة أفضل لاعب شاب في أفريقيا، هدفاً رائعاً في بداية المباراة بفوز السنغال على غامبيا 3/0، لكنه لم يكن له تأثير كبير بعد ذلك.
إقرأ أيضاً.. ما هو سر إحتفال لاعبي كوت ديفوار بأعلام منتخب المغرب؟