قرارات مفاجئة غيّرت مسار مستقبل محمد صلاح

تعتبر رحلة النجم المصري محمد صلاح مثالاً للاعب المجتهد الذي خطا نحو الشهرة بخطوات ثابتة وقرارات جريئة، ولم تكن مسيرة صلاح سهلة، بل تضمنت مراحل حاسمة اتخذ خلالها اللاعب خيارات صادمة للبعض، لكنها أثبتت في النهاية أنها كانت محورية في ارتقائه إلى قمة عالم كرة القدم، ونستعرض أبرز هذه الخيارات التي غيرت مجرى حياته الرياضية.
*رفض الانتقال إلى الأهلي المصري والاحتراف المبكر:
وفقًا لرواية شريف حبيب، رئيس نادي المقاولون العرب السابق، فإن محمد صلاح قوبل بفرصة الانضمام إلى النادي الأهلي المصري، وهو واحد من أكبر الأندية الأفريقية خلال بداياته، بدلاً من ذلك، فضل أن يركز على تحسين أدائه مع المقاولون العرب والسعي للانتقال إلى أوروبا بشكل مبكّر. كان هذا القرار مفاجئًا للعديد من المصريين الذين يرون أن الأهلي يعد محطة مهمة لأي لاعب يسعى لتحقيق طموحاته.
لكن نظرة صلاح الثاقبة ورغبته بالاحتراف الأوروبي أثبتتا صحتها حينما انتقل إلى بازل السويسري ليبدأ مشواره الاحترافي، وهذا الاختيار الجريء في مرحلة شبابه وضع صلاح على الطريق الصحيح نحو النجاح العالمي بدلاً من البقاء داخل إطار الكرة المصرية.
*رفض الجلوس على دكة تشيلسي وتمرده على مورينيو وانتقاله إلى فيورنتينا:
عند انضمامه لتشيلسي الإنجليزي تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو، وجد محمد صلاح نفسه محصورا على دكة البدلاء، ولم يتمكن من استغلال الفرصة لإظهار إمكانياته، وبدلاً من الاستسلام لهذا الواقع، اتخذ صلاح خطوة جريئة بالتمرد على هذا الوضع وضغط للانتقال بالإعارة إلى فيورنتينا الإيطالي في يناير 2015.
وكان قرارا صادما للبعض الذين اعتبروه تراجعا لمسيرته بالذهاب إلى فريق يعتبر أقل قوة. لكن تلك الخطوة كانت بمثابة نقطة تحول حقيقية؛ حيث أبدع صلاح مع الفيولا وحصل على الثقة والوقت الكافي ليثبت ذاته، مما ساعده في إعادة اكتشاف موهبته وتكوين سمعة إيجابية له في إيطاليا.
*التمرد بعد فيورنتينا والانضمام إلى روما:
بعد فترة إعارة ناجحة بشكل كبير مع فيورنتينا، كان يُعتقد أن استمرار صلاح مع الفريق البنفسجي أمر متوقع. ولكن فاجأ الجميع برغبته الانتقال إلى روما خلال صيف 2015، وهذا القرار شكل صدمة لجمهور فيورنتينا الذي كان يأمل بقاءه، لكنه كان خطوة ذكية لصلاح نحو الانضمام لفريق أكثر طموحا وقادرًا على المنافسة للألقاب بالدوري الإيطالي، وفي روما استمر صلاح بإبداعاته وأصبح نجم الفريق؛ مما عكس الأنظار عليه من قبل الأندية الكبرى الأوروبية وزاد فرصه للعودة للدوري الإنجليزي الممتاز.
*إختيار ليفربول وسط القلق من العودة لإنجلترا:
في صيف 2017 وبعد تألقه الملحوظ مع روما، اقترب محمد صلاح مجددا من العودة للدوري الإنجليزي الممتاز ولكن هذه المرة عبر بوابة ليفربول، وكان قرار محمد صلاح بعودته إلى إنجلترا مفاجئاً للعديد من المحللين والجماهير، الذين كانوا يشعرون بالقلق حيال تجربة تشيلسي السابقة غير الناجحة.
وأثارت الشكوك حول إمكانية تكيفه مع الدوري الإنجليزي مرة أخرى ونجاحه فيه، لكن صلاح تمكن من إبهار الجميع بأداء مذهل مع ليفربول منذ أول موسم له، محطماً العديد من الأرقام القياسية وأصبح واحدًا من أبرز اللاعبين عالمياً، مما يدل على أن اختياره للانضمام إلى ليفربول كان خياراً ذكياً.
*إتخاذ قرار البقاء مع ليفربول على الرغم من العروض المغرية من الأندية السعودية:
في صيف 2023 وبعد سنوات مليئة بالتفوق والإنجازات في صفوف ليفربول، واجه محمد صلاح عروضاً مغرية للغاية من أندية سعودية تحمل مكافآت مالية ضخمة، وإذا رحل في تلك الفترة، لفترض أنه سيكون هناك صدمة كبيرة لعشاق ليفربول والدوري الإنجليزي ككل، ومع ذلك اتخذ صلاح قراراً غير متوقع بالبقاء مع الريدز مؤكداً عزيمته على الاستمرار في المنافسة وتحقيق المزيد من البطولات، وهذا القرار يجسد طموحه الرياضي وإخلاصه للنادي ولجماهيره حيث فضل التحديات الرياضية على المكاسب المالية الكبيرة.
وفي النهاية يمكن القول بأن مسيرة محمد صلاح شهدت العديد من اللحظات الحاسمة التي بدت مثيرة للدهشة وقتها ولكنها أثبتت أنها كانت قرارات مهمة نحو وصوله إلى القمة من رفض الانتقال للأهلي مبكراً إلى التمرد خلال فترته مع تشيلسي ثم إجراء انتقالات ذكية في إيطاليا ومن ثم الاختيار الموفق للبقاء مع ليفربول رغم المغريات المالية العالية؛ كل هذه الخيارات ساهمت في بناء أسطورة كرة القدم المصرية والعالمية.
إقرأ أيضاً.. نجم ليفربول يقترب من الإنتقال إلى الدوري السعودي